توجهت الأنظار نحو "كوش" بالحوض الشرقي خلال الأسابيع الأخيرة، بفعل تصدر أبرز رموزه خلال العشرية الوزير السابق سيدنا عالي ولد محمد خونه لدعوات المقاطعة التي أطلقها أنصار الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، واستثمار البعض في تشويه صورة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فى الإعلام وتخويف السكان مما يسميه البعض بعجز الحكومة عن حماية أبناء المنطقة في الجارة الجنوبية مالي، بل وضخ الشائعات حول سيطرة القوات المالية علي بعض مناطق المقاطعة الحدودية (عدل بكرو) من وقت لآخر للتأثير على نفسيات الناخبين قبل أيام قليلة من التوجه لصناديق الاقتراع ، ناهيك عن ضغط الأسعار وصعوبة الخدمات المتوفرة (المياه والكهرباء) بفعل الآلاف الذين وصلوا المنطقة بعد فرارهم من لهيب الحرب بجمهورية مالي المجاورة.
غير أن نخبة المنقطة الموالية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني دفعت بمجمل الأوراق الممكنة من أجل تفادي السقوط في وجه المد المعارض الذي كان بعض أنصار الأغلبية ذاتها يروج له، ومنع السكان من مقاطعة الانتخابات ولو تحت ضغط الواقع الصعب خوفا من أي تفسيرات يمكن الركون إليها من قبل بعض المعارضين للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني المهتمين بسير الأمور في المقاطعة.
معطيات دفعت بنسبة المشاركة في الحوض الشرقي إلى 52.64% رغم جو الصيف الشديد، بينها 78% لصالح المرشح الفائز محمد ولد الشيخ الغزواني، مقابل 11% للمرشح حمادي ولد سيد المختار، بينما تراجع المرشح بيرام ولد أعبيد إلى المركز الثالث بنسبة لم تتجاوز 6.4%. وقد كانت نسبة المشاركة في أمرج في حدود 50.44% وفى عدل بكرو 57.45% وهي من أعلي النسب المسجلة في المقاطعات ذات الكثافة السكانية بموريتانيا.
أرقام تكشف الفارق بين ما عاشته المنطقة من ضجيج قبل الانتخابات وبعده، وقوة الحلف الممسك بزمام الأمور في المقاطعتين منذ 2018 ، رغم خسارته لأبرز رموزه بفعل الهزة التي عاشتها البلاد بعد محاولة البعض التشويش على الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني 25/11/2019 وماشهدته البلاد من أحداث سياسية وأمنية بعد ذلك.
في مقاطعة عدل بكرو تمركز نائب المقاطعة السابق لمأموريتين ورجل الحلف الأبرز الفضيل ولد سيداتي بين آدوابه المنطقة وقرى كوش المتناثرة لشهر كامل من أجل تأمين نتيجة مقبولة لصالح المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، مع إدارة تشاركية للحملة داخل الحلف الذى يتولي قيادته فعليا منذ رحيل الوزير السابق سيدنا عالي ولد محمد خونه عن الأغلبية الرئاسية ، بل وقبل ذلك، خلال فترة انشغال الوزير بلجنة تسيير الحزب وتراجعه عن الحضور الميداني في قرى "كوش" وأدغال المنطقة المتخمة بالصراع السياسي منذ تصدرها للحراك السياسي في الولاية بداية المسار الديمقراطي 1991.
كانت النتيجة في أمرج بحسب المعطيات الرسمية حوالي 8537 مقابل 1700 صوت للمعارضة بشقيها (المرشح بيرام ولد أعبيدي وحمادي ولد سيد المختار) ، بينما كانت النتيجة في عدل بكرو 9757 صوت مقابل 1300 صوت للمعارضة بشقيها (المرشح بيرام ولد أعبيد والمرشح حمادي ولد سيد المختار).
لا يعمل الفضيل ولد سيداتي وحيدا في المنطقة، بل فيها نواب حاليون وسابقون وبعض الأطر والوجهاء، لكنه الشخص القادر على تحريك عدة آلاف من حاضنته الاجتماعية في أي انتخاب مهما كانت الظروف، والرجل الذى قاد حراك الأطر والوجهاء الداعم للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في الرابع من يوليو 2020 ليعلن فصل المسار بين المقاطعتين والشخص الذي كان الأنظار تتجه إليه كراعي للعملية السياسية بأمرج، ورجل المنطقة الذى لا يمكن تعويضه مهما كانت الجهود المبذولة.
حمل البيان الذي تم توقيعه من قبل 19 شخصية من أبناء المقاطعتين يوم الرابع من يوليو 2020 رسالة واضحة ومن نقطتين فقط بحسب نص البيان الذى تم توزيعه نفس اليوم علي الصحافة الوطنية من طرف مقربين من النائب البرلماني الفضيل ولد سيداتي ساعتها :
- استمرار دعمنا اللامشروط لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خيارا
- وقوفنا بقوة وحزم في وجه كل محاولات التشويش أو التنقيص من الجهود المقام بها على جميع الأصعدة.
كانت هذه هي التشكلة التي وقعت البيان تهدف إلى تصحيح الموقف ، والتموقع خلف الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني علي النحو المعروف في بيان الرايع من يوليو 2020 (*) ، ومنها يتوقع أن يستمد الرئيس الفائز خياراته، فمن تري من سيختار للمرحلة الحالية من أبناء عدل بكرو. مرحلة قال ولد الشيخ الغزواني إنها ستكون مرحلة جديدة برجال جدد وإنها ستكون للشباب وبالشباب.
-----------------------
أبرز الموقعين علي بيان المفاصلة مع الماضى بكل رموزه، والتمسك بالرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني من أطر مقاطعتي أمرج وعدل بكرو :
1- الفضيل ولد سيداتي / نائب عن دائرة آمرج
2- سيدي محمد ولد إطول عمرو /نائب عن دائرة آمرج
3- محمد ولد التراد / نائب اللائحة الوطنية
4- عالي ولد أحمد / عمدة بلدية آمرج
5- إنجيه ولد اطول عمرو/ عمدة بلدية بوكادوم
6- محمد لحبيب ولد السالك / نائب سابق عن دائرة آمرج
7-يرب ولد بونه / عمدة سابق لبلدية آمرج
8- محمد لمام ولد محمد فاضل / عمدة سابق لبلدية بوكادوم
9- باب أحمد ولد سيدي محمد / وزير سابق
10- محمد ببكر ولد ختاري / مدير مدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط
11- آب الناجي ولد اوداعت مولانه / إطار بالشركة الوطنية لتوزيع الأسماك
12 – يب ولد شيخن / مدير المعهد الموريتاني للبحث العلمي
13- الحسن ولد اعمر بلول / مدير المعهد العالي للدراسات و البحوث الاسلامية
14- محمد تقي الله ولد الطالب جدو / مدير المحظرة الشنقيطية الكبرى
15- ببكر ولد الناجي / مدير بمنطقة انواذيب الحرة
16- العالم ولد سيداتي / المدير المالي بوزارة التعليم
17- محمد محمود ولد ابنيجارة / مدير تنظيم نشاط الحكومة