حكومة جيدة، جمعت بين تجربة الشيوخ وحيوية الشباب، كانت بعيدة كل البعد من منطق الإقصاء والتمييز على أساس الولاء السياسى أو المواقف الشخصية، ضمت نخبة من خيرة أبناء البلد. لم تشبها شائبة تعيين مدان فى قضايا فساد ،أو مشهور بما يخل بالمروءة.
الشباب فيها تسلم مقاعد وزارية من الصنف الكبير ، مما يوحى بثقة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني فى قدرتهم على حمل الأمانة وحرصه على الوفاء بعهده، وقد كان وجود الأخت الدكتورة هدى باباه على رأس قطاع ( التربية وإصلاح نظام التعليم) بمكانته وتشعبه وصعوبته خير دليل، وهو نفس الطرح الذى بموجبه تم تكليف وزير الإقتصاد والمالية سيد أحمد ولد أبوه ، ليكون بذلك من الوزراء الشباب الذين جمعوا بين الكفاءة والخبرة والتمثيل القبلى للدوائر التى ينحدرون منها . حكومة فيها أحيلت قضايا الشباب للشباب كما هو حال الوزير الشاب محمد عبد الله لولي (تمكين الشباب والرياضة والخدمة المدنية) ، وأحترم فيها التخصص كما هو حال وزير الصيد الفضيل ولد سيداتى، ووزير الزراعة المهندس أممه بيباته، ووزير الصحة عبد الله ولد وديه، ووزير الطاقة محمد ولد خالد،ووزير الثقافة والاتصال الحسين ولد مدو.
حكومة فيها من رموز السياسة وأهل الخبرة مايعزز الثقة بالجهاز التنفيذى، ويضمن تعزيز القواعد الشعبية للحكومة ، ومن ذلك تعيين صاحب التجربة والرؤية وصاحب الموقع السياسى الأهم بموريتانيا خلال الفترة الأخيرة رئيس الحزب الحاكم ماء العينين ولد أييه وزيرا للتكوين المهنى مع الترفيع من موقع الوزارة السيادى، وتعيين الأستاذ الجامعى ورئيس حزب التحالف التقدمى الديمقراطى الدكتور يعقوب ولد أمين وزيرا بالحكومة.
وفى المحصلة حكومة كفاءات قوية سياسيا، حكومة جمعت بين نضج الشيوخ وحيوية الشباب، واحترافية أهل التخصص والتمثيل السياسى ، وكانت فيها ملامح الجدية أكثر من واضحة. نأمل أن تكون حكومة إنقاذ لهذا البلد المتعب ، وبداية جدية لتصحيح المسار الذى عشناه مع الحكومة المنصرفة، وفرصة للإقلاع الحقيقى، وأن يوفق الله أعضائها فى حمل الأمانة، وأن يتذكروا ماينتظرهم من تحديات حقيقية ، ومايراد منهم من عمل خلال الفترة القادمة.
وكل حكومة وسكان منطقة آوكار بخير.